رياحُ العِشْق ِ تـَعْبُرُني سِراعا
فأفـْزَعُ مُبْحِرا ً أخـْفِي الشِّـراعا
أتوبُ من الهوى أغشى سواه
وأشْكو للذي فيهمْ أطاعا
فهَلْ مِثلي يُغازل بَعْدَ شَـيْبٍ
سِوى عُمْر ٍ قـَليل ٍ قدْ أضاعا
فلي أدَبٌ وفي غـَزَلي دَبيبٌ
ولهْوُ الشِّعْر أتـْرُكُهُ امْتناعا
أأكْـتــُبُ للهَوى في غـَيْر ِ نـَظـْم ٍ
حُروفا ً لمْ تـُطِق مِنـّي سَماعا
أنا في الشِّعْر ِ لا أعْدو أنينا ً
أبُثّ ُ على مَسامِعِكُمْ صُداعا
بَلـَـغـْتُ الرّشْدَ في أحْضان أمّ ٍ
ومِتّ ُ بُعَيْدَهَا عُمْراً تِـباعا
شبابيَ عاث في الأسْفار غما
فـَجـِئْتُ الشِّعْرَ أسْتـَلِمُ المَتاعا
شبابيَ لمْ أعِشْ إلا حَنينا ً
لِطفل ٍ كُنـْتـُهُ عَشِقَ الرّضاعا
وشيْخ ٍ صِرْتـُهُ من دون وعد ِ
فـَمَدّ َ العُمْرُ بَيْنهما الــِّذراعا
أأكْـتـُبُ للجَمال و كلّ ُ شِعري
شَرَيْتـُهُ للتي الرَّحْمَنُ باعا
رُوَيْدَكَ عاذِلي عَـنـّي فإنـّي
سَألـْتُ الشِّعْـرَ مِثـَلكَ ما اسْتـَطاعا
دَعَوْتـُهُ للهوى يوما فأوحى
إذنْ ضَعْ أوَّلا ًعَنـْكَ الرِّقـاعا
مُحيطـُـكَ للمُحيطِ بلا مَخيط ٍ
وكـُلّ ٌ حَوْلَ قـَصْعَتِكُمْ تـَدَاعى
فعدت مهرولا للرشد أصغي
أثيرا من صدى صدري أذاعا
أتكْـتـُبُ للجَمال و قد تهاوت
عِراقُ المَجدِ تـَلـْتـَهـِمُ الصِّراعا
وفي الأقصى مَقـَالِعُ مِن يَهودٍ
تـَهُــدّ ُ البَيْتَ تنـْتـَشِلُ القِلاعا
وغزّة ُ قـَطـَّعَتْ بالأمْس فينا
قـُلوبا ًعِندما اقـْتـَطـَعُوا القِطاعا
فقمت اردد القول امتثالا
فطبعي الرشد هل أعصي الطباعا
أأنشد للغرام بلا هيام ٍ
وهَوْلُ غـَرامَتي في النـّاس شاعا
بَلى لا انـْثـَنِي عَن لحن حُب ٍّ
أصيل ٍ أعزف الزيف ابتداعا
بلى لا أنحني و أقول زورا
أدوس الجُرْحَ أجْتـَــِرحُ الخِداعا
أأكتبُ في ثـَنايا الشعر أنـّي
شُغِفـْتُ وحَسْرَتِي تـَكسو البـِقاعا
أأكتبُ للحَبيبِ ولا حَبيبٌ
أثارَ لنجدتي يوما ً نِقـَــــاعا
بلى ما كنتُ مَنْ يبتاعُ بَيتا ً
بأبْياتِ الهَوى أغـْشى القـِنـاعا
فكُـلّ ُ الشعر تـَنـْسُجُهُ هُمومي
رثاء ً أو هِجاء ً أو نِزاعا
فـَأهْجُو خائِنا ً وأرُدّ ُ ضَيْما ً
وأرْثي غابَـة ً تـَنـْعِي الضِّـباعا
فإنْ جاء الذي قد قلتُ عَكْـسا ً
أقـُلْ للشِّعْر يَومئذٍ وَداعا