هي ليلى الأخيلية بنت عبد الله بن الرحال، وقيل : ابن الرحالة، المسمّى الأخيل من بني عامر بن صعصعة، شاعرة من شواعر العصر الأموي، كانت فصيحة ذكية جميلة .
نال فنُّ الرثاء كثيرا من اهتمام الشاعرة وعنايتها، وتأتي ليلى الأخيلية في مقدمة الشواعر من حيث الكم والجودة، فقد رثت توبة بمراث كثيرة لمّا بلغها مقتله، وهي أجملُ شعرها وأكثره، ومنها قولها فيه :
نَظَرْتُ ورُكنٌ مِنْ دقـانَينِ دُونَـهُ
مَفَاوِزُ حَـوْضِي أيَّ نظـرةِ نَـاظِرِ
لأونَسَ إنْ لَمْ يَقْصُر الطَّرَفُ عَنْهُمُ
فَلَمْ تَقْصُرِ الأخبَارُ وَالطّرَفُ قَاصِرِي
فَوَارِسَ أجْلَى شَأوِهَا عَنْ عَقيرَةٍ
لِعـَاقِرِهَا فِيهَا عَـقـِيـرَةُ عَـاقِرِ
فأنَسْتُ خَـيْـلاً بالرُّقـَيّ مُغيرَةً
سَوَابِـقُـهَا مِثْلُ القَـطا المُتَوَاتِـرِ
قَتِيلُ بَنِي عَـوْفٍ وأيْصُرِ دُونهُ
قَتِيلُ بـَنـِي عَـوْفٍ قَتِيلٌ يُحَـابِرُ
تَـوَارَدَهُ أسْيَـافُهُمْ فَـكَـأنَّـمَا
تصَادَرْنَ عَنْ أقْطَاعِ أبْيَضَ بَـاتِـرِ
مِن الهِندُ وانيّـات في كُـلِّ قِطْعَةٍ
دَمٌ زَلَّ عَنْ أثْرٍ مِنَ السَّيْفِ ظَـاهِـرِ
أتَتْهُ المَنَايَا دونَ زَغْفٍ حَصِينَةٍ
وَأسْمَرَ خَطّيٌ وَخَـوْصَاءَ ضَـامِـرِ
عَلَى كُلٌ جَرْدَاءِ السَّراةِ وَسَابِحٍ
دَرَأنَ بِشُـبَّـاكِ الحَـدِيـدِ زَوافِـرِ
عَـوَابسِ تَعْـدُو الثَّعْلَبِية ضًمَّرًا
وهُـنَّ شَواحٍ بِالَّشكيم الشّوَاجِـرِ
فـلا يُبعـِدَنْكَ اللهُ يَا تَوْبَ إنَّـمَا
لِقَاءُ المَنَايَا دَارِعًـا مِثْلُ حَـاسِـرِ
فـَإلاَّتكُ القَتْلَى بَـوَاءً فإنَّـكُمْ
سَتَلْقَوْنَ يَوْمًـا وِرْدُهُ غَيْرُ صَـادِرِ
إلى أن تقول :
وَقَـدْ كَانَ قَبْلَ الحَادِثَاتَ إذَا انْتَحِى
وَاسَائِقَ أوْ مَعْـبُـوطَةً لَمْ يُغـَادِرِ
وَكُنْتُ إذَا مَـوْلاَكَ خَـافَ ظُلاَمَةً
دعاك ولم يهتف سواك بناصــر
وَكَـانَ كّذَاتِ البَـوّ تّضْرِبُ عِنْدَهُ
سِبَاعًا وقَـدْ ألْقَيْنَهُ فِي الجَرَاجِـرِ
فَانَّكَ قَـدْ فَارَقْـتَـهُ لَكَ عَـاذِرًا
وَأنَّى لَحيّ عُذْرُ مَنْ فِي المَقَـابِـرِ
فَأقْسَمْتُ أبْكي بَعْدَ تَوْبَةَ هَـالِكًا
وأحْفِلُ مِنْ نَالتْ صُرُوفُ المَقَـادِرِ
عَلَى مِثْلِ هَمَّـامٍ ولابْنِ مُطَـرِّفٍ
لِتَبْكِ الْبَوَاكِي أو لِبِشْرِ بنِ عَـامِـرِ
غُـلاَمَانِ كَانَا اسْتَورَدَا كُلَّ سَوْرَةٍ
مِنَ الْمَجْدِ ثُمَّ اسْتَوْثَقَا فِي المِصَادِرِ
رَبِيعَىْ حَيًّا كَـانَا يَفيضُ نَدَاهـُمَا
عَلَى كُلِّ مَغْـمُـورٍ نَـدَاهُ وغَـامِرِ
كَـأنَّ سَنَانَا رَيْهِمَا كُـلَّ شـَتْـوَةٍ
سَنَا الْبَرْقِ يَبْدُو للعـُيُونِ النَّواظِـر
******************************