موقع بلدة ابطع
انتقل المنتدى الموقع اخر للذهاب الى الموقع اضغط على الوصلة بلاسفل
www.ebtaa.net
موقع بلدة ابطع
انتقل المنتدى الموقع اخر للذهاب الى الموقع اضغط على الوصلة بلاسفل
www.ebtaa.net
موقع بلدة ابطع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع بلدة ابطع

انتقل المنتدى الموقع اخر للذهاب الى الموقع اضغط على الوصلة بلاسفل www.ebtaa.net
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد الحريري
بطعاوي نشيط
بطعاوي نشيط



عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 15/01/2010
العمر : 32
الموقع : الكويت

سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام   سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام I_icon_minitimeالخميس يناير 28, 2010 1:25 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا لا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علَّمتنا و زدنا علما ، وأرنا الحق حقًّا وارزقنا اتِّباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القولَ فيتَّبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

أيها الإخوة الكرام ؛ مع الدرس الثالث و الثلاثين من سير الصحابيات الجليلات ، ومع أهل بيت النبي عليه الصلاة و السلام ، ومع عمَّته عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، السيدة صفية ،وهي صفيةُ بنت عبد المطَّلب بن هاشم القرشية الهاشمية ، شقيقة حمزة بن عبد المطَّلب .

أيها الإخوة ؛ من حين لآخر أجد نفسي مضطرا أن أضع أيديكم على قيمة السيرة ، الله جلَّ جلاله بعث الأنبياء بالهدى ودين الحق ، ولكن النبي والرسول مهمته أكبر بكثير من مهمة التبليغ ، لأن المهمة الكبرى هي القدوة ، فحينما يستمع الإنسان إلى فكرة ، ولا يراها مطبَّقةً فلا قيمة لها ، ولا تلفت نظرَه ، ولا تستجلب انتباهه ، إلا إذا كانت هذه الفكرة واقعة ، فلذلك كان الأنبياء من بني البشر ، والأنبياءُ تجري عليهم كلُّ خصائص البشر ، من هنا كانوا سادةَ البشر ، من هنا اصطفاهم الله عزوجل ، ليكونوا أنبياءه ورسله إلى العالمين ، فالإنسان حينما يرى الحقَّ مطبَّقا ، حينما يرى المثلَ العليا واقعا يُشدُّ إليها ، أما لو استمعت إلى كلمة حول خلق معيَّن ، ولم تعِش هذا الخُلقَ ، ولم تره مجسَّدا في إنسان فإنك لن تلتفت إليه ، ولن تلقيَ بالاً إليه .

من هنا كانت السيرةُ هي الإسلام المطبَّق ، الإسلام فيه منطلقات نظرية ، وفيه منطلقات عملية ، المنطلقات النظرية مثلا ، قال تعالى


(سورة يوسف)

أي أمر الله هو النافذ ، وقال تعالى :


(سورة التوبة)

وقال تعالى :


(سورة البروج)

لكن تأتي قصةُ سيدنا يوسف ، وهي أطول قصة في القرآن الكريم من أجل أن تجسِّد هذه الحقيقة ، فهناك كما يقول الأدباءُ تعبير مباشر مركَّز مكثَّف ، وتعبير غير مباشر يعتمد على التصوير ، ويعتمد على القصة ، ويعتمد على الحوار ، فربُّنا عزوجل قال :


(سورة يوسف)

القصة هي حقيقة مع البرهان عليها ، فسيدنا يوسف أراد إخوته به كيدا ، ولكن الله نجَّاه من الجُبِّ ومن السجن ، وجعله عزيزا ،


(سورة يوسف)

يبدو أن تأثير القصة لما فيها من الشخصيات ، وحوادث ، وحوار ، ووصف ، و سرد أبلغُ في النفس من تأثير الحقيقة المجرَّدة ، بل إن الإنسان كلما ارتقى يتأثَّر بالتعبير المباشر المركَّز المكثَّف ، لكن الخطَّ العريض في المجتمع ، وأغلب الناس يتفاعلون مع القصة ، لذلك اعتمد القرآنُ الكريم القصَّةَ ، فالقصة فيها مغزًى ، وفيها فكرة موجزة عبَّرت عنها ، فالذي قرأ القصة ، ولم يقرأ موعظتها أو مغزاها كأن لم يقرأها ، كلمة عبرة أنك تعبر من شيء إلى شيء ، فحينما تحدَّثنا عن شمائل النبي ، وعن سيرته النبي عليه الصلاة و السلام ، وعن سير الصحابة الكرام كان الهدف أن ترى إسلاما مطبَّقا ، الإسلام النظري في القرآن الكريم ، وفي السنة المطهَّرة ، و الإسلام العملي المطبَّق في السيرة ، وفي سير الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ، والإنسان لا يصدَّق فكرةً مجرَّدة دون أن يراها مطبقَّة ، فإذا طُبِّقت أمامه اندفع إليها ، فلذلك أخطر ما يصيب المجتمع الإسلامي أن يفتقد القدوة ، كتبٌ ، و بحوث ، ومجلدات ، ودروس ، وأشرطة ، لكن ينبغي أن يرى المدعو إنسانًا تتجسَد فيه قيمُ الإسلام ، هنا المنطلق من تدريس السيرة ، أنت ترى أن هؤلاء الصحابة عاشوا الإسلام ، وكنت أقول دائما : إن هناك فرقا كبيرا بين أن تدرك المعنى ، وبين أن تعيش المعنى ، أضرب على هذا مثلا ، حينما تقول :


(سورة الأحزاب)

المعنى واضح ، و ربما لا يحتاج إلى شرح ، لكن لمجرَّد أنك مسلم مستقيم مؤمن و لك دخل محدود و رأيت صديقا لك من أيام الدراسة قد أصبح غنيًّا كبيرا ، و عاش في بحبوحة كبيرة وسكن أجملَ بين و ركب أجمل مركبة ، وهو لا يعرف اللهَ أبدا و لا يستقيم على أمره ، لمجرَّد أن تقول " هنيئا له على هذه الحياة الناعمة فأنت لم تعِش هذه الآية


(سورة الأحزاب)

من أوتيَ القرآن فرأى أن أحدا أوتي خيرا منه فقد حقَّر ما عظَّمه اللهُ تعالى ، لذلك أيها الإخوة درس السيرة مهمٌّ جدا ، لأنه يعطيكم الحقيقةَ مع البرهان عليها ، و الإنسان لا ينطلق إلا إذا رأى واقعا يجسِّد قيمة ، فهذا المجتمع الفاضل مجتمع النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام ، وقد أكَّد هذه الحقيقة النبيُّ عليه الصلاة و السلام ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ)) .

(رواه البخاري)

فعهدُ النبي وعهد الصحابة والتابعين هي العهود المثالية التي مرَّت بها البشريةُ .

أيها الإخوة ، أنت كأبٍ وكمعلِّم ينبغي أن تعتمد القصة ، لأنها من أنجح الوسائل الفعَّالة في ترسيخ القيم الأخلاقية ، لذلك يمكن أن تجلس بين مجموعة من الناس ، وتحدِّثهم عن قصص واقعية واضحة المغزى ، فهذا درس في التعليم لا يقلُّ أبدا عن درس نظري .

هذه صفيَّةُ عمَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت في الجاهلية زوجةَ الحارث بن حرب بن أمية أخي أبي سفيان ، مات عنها فتزوَّجها العوَّامُ بن خُويلد ، فولدت له الزبير والسائب ، وقد شهدا بدرا والخندقَ وغيرهما ، واستشهدا باليمامة ، أسلمت صفيةُ قديما ، وبالمناسبة السابق في الإسلام له فضله ، والإسلام مرَّ بمراحل صعبة جدا ، قاومه المشركون ، وقاومه الكفار ، ضيَّقوا على الصحابة الكرام ، وقاطعوهم ، نالوهم بالأذى ، ونكَّلوا بهم ، والإنسان أن يسلم في هذا الظرف الصعب فله أجر كبير ، أما حينما انتصر الإسلامُ ، ودخل الناسُ في دين الله أفواجا ، صار الإسلامُ مغنما بعد أن كان مغرما ، فكلُّه عند الله بحساب ، أنت حينما تسلم في زمن يُحارب فيه الإسلام في بعض الأزمان حينما تسلم يعلوا شأنُك ، وتُتاح لك فرصٌ ذهبية ، وأحيانا حينما تسلم ، وتلتزم تشعر بحرج شديد ، كلُّ حالة لها أجرها ، الحساب عند الله دقيق جدا ، ليسوا سواء ؛ من قبل الفتح كالذي آمن بعد الفتح هناك بونٌ شاسع بينهما ، فصفية رضي الله عنها أسلمت قديما ، وهاجرت إلى المدينة المنورة ، كانت قد بايعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، عاشت كثيرا ، وتوفيت في خلافة عمر سنة عشرين ، ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة ، وهي أول مسلمة قتلت يهوديا ، و كانت قد قاتلت يوم أحد رضي الله عنها ، وأرضاها .

مرة أخرى أيها الإخوة ؛ من علامة نضجك أن تعتقد ، وأن ترى أن المرأة لا تقلُّ عن الرجل ، مساوية له تماما ، مكلّفة كما هو مكلَّف ، مشرَّفة كما هو مشرَّف ، تسعد بربها كما يسعد بربه ، و إذا قال الله تعالى :


(آل عمران : من الآية 36)

بمعنى أن لكلٍّ من الطرفين خصائص هي في حقِّه كمالٌ ، أما المرأة فهي مشرَّفة ، ومكرَّمة ، ومساوية للرجل ، ولها خصائص تمتاز بها ، هي كمال في حق مهمَّتها .

لقد بايع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم النساءُ الصحابيات ، بايع الصحابيات رسول الله ، وقد نقول : يبايع رسولُ الله النساءَ الصحابيات رضوان الله تعالى عليهن ، وبايع النبيُّ عليه الصلاة والسلام عمَّته صفيةَ بنت عبد المطلب رضي اللهُ عنها ، فكان لبيعتها أثرٌ بارز في حياتها ، من طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وطاعة الزوج بالمعروف ، وبالحفاظ على النفس ، والشرف ، والأمانة ، وإخلاص في القول والعمل لله تعالى .

هي البيعة ، قال تعالى :


(سورة الجنة)

المؤمن الصادق باع نفسَه لله ، قال تعالى :


(سورة الأنعام)

والمؤمن الصادق بايع اللهَ عزوجل بأن له الجنة ، وبعد أن بايع اللهَ عزوجل لا يحقُّ له أن يسأل : لِمَ فعل اللهُ معي هكذا ؟ المؤمن صدَق ما عاهد اللهَ عليه ، وباع نفسَه لله عزوجل ، فهو يجعل كلَّ طاقاته وإمكاناته في سبيل الله .

وقفتْ هذه الصحابية الجليلة عمة النبي صلى الله عليه وسلم مواقفَ مشرِّفة ، حفظها لها التاريخ ، والإنسان أيها الإخوة يصبح كلمة ، إما إنه مشرَّف في التاريخ ، أو أنه محتقر ، هناك في التاريخ أبطال ، وهناك طغاة ، وهناك محسنون ، وهناك مسيئون ، والإنسان بعدما ينتهي أجلُه يبقى ذكرا ، إما أنه ذكرٌ حسن ، وإما أنه ذكر سيِّئ ، ونحن الآن في الحياة ، والخيارات أمامنا واسعة جدا ، لكن بعد أن ينتهيَ الأجلُ يصبح الخيارُ محدَّدا ، فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار .

مرَّ معي بعضُ الأحاديث الشريفة أن النبيَّ عليه الصلاة والسلام مرَّ مع أصحابه بقبر ، فقال عليه الصلاة و السلام Sad(صاحبُ هذا القبر إلى ركعتين مما تحقرون من تنفُّلكم أحوج إليهما من كل دنياكم)) ، أنت الآن ترى الدنيا عظيمة ، مؤسسات ، شركات أرباح ، بيوت ، مركبات ، نساء ، لكن حينما يصبح الإنسان تحت أطباق الثرى ، الشيء العظيم ركعتان ، الشيء العظيم تلاوة القرآن ، الشيء العظيم عمل صالح ، الشيء العظيم إنفاق المال ، والذي يقوله الإنسان الشارد :


(سورة الفجر)

والحقيقة من هو العاقل ؟ هو الذي لا يندم ، و من الذي يندم ؟ هو الذي ارتكب خطأ فاحشا ، وخطأ مدمِّرا ، قال تعالى :


(سورة الزمر)

إنّ أشدَّ أنواع الخسارة أن تخسر الآخرة ، وأشدَّ أنواع الخسارة أن تخسر نفسك التي خلقها اللهُ للجنة ، فأوصلتها إلى النار ، وأشدَّ أنواع الخسارة أن تأتيَ اللهَ يوم القيامة مفلِسا ، ليس لك عمل صالح ، وإنّ أشدَّ أنواع الربح أن تكون في طاعة الله .

واللهِ أيها الإخوة ؛ مرة سمعتُ رجلاً يلقي كلمةً في عقد قران ، واللهِ الذي لا إله إلا هو شعرتُ شعورا لا يوصف ، الكلمة معروفة ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ((إِنِّي لَأُحِبُّكَ يَا مُعَاذُ فَقُلْتُ وَأَنَا أُحِبُّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَدَعْ أَنْ تَقُولَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)) .

(رواه النسائي)

قلت : ما من مرتبة ينالها الإنسانُ أعظم من أن يحبَّه اللهُ ، ويحبه رسولُه ، وطريقة محبة الله بين أيديكم ، طريق مفتوح الأبواب ، طريق سالك ، وآمن ، وسريع ، و قصير ، لمجرَّد أن تصطلح مع الله ، وأن تعقد العزمَ على طاعته أحبَّك اللهُ ، وإذا أحبَّك اللهُ أحبَّك كلُّ شيء :

يُنادَى له في الكون أنا نحبُّه فيسمع مَن في الكون أمرَ محبِّنا
وإذا أحبك اللهُ ما فاتك من الدنيا شيءٌ ، لذلك أكبر عقاب يعاقب به الإنسان ، أصحاب الحساسية العالية ، قال تعالى :


(سورة المطففين)

أن يحجبك اللهُ عنه ، هذا أكبر عقاب ، فالسيدة صفية عمَّة النبي عليه الصلاة و السلام ، عاشت عمرا ، وانتهى العمرُ ، الآن بقيت ذكرا ، بقيت كلمة طيِّبة عنها ، و عملها محفوظ عند الله عزوجل ، و اللهِ قلت مرة كلمة : واللهِ هناك امرأةٌ قُلامة ظفرها تساوي ألف رجل ، قلامة ظفرها ، وأنت كمؤمن إذا أخلصتَ لله عزوجل ، و أقبلتَ عليه ، واصطلحتَ معه ، وأطعته ، وخدمت عباده أحبَّك اللهُ ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ : ((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)) .

(رواه البخاري)

وقفت هذه الصحابية الجليلة عمةُ النبي عليه الصلاة والسلام مواقفَ مشرِّفة حفظها لها التاريخ ، كانت انطلاقا من تلك البيعة الصادقة ، وبيعة النساء جاء الخطابُ الإلهي بخصوصها ، فقد قال الله تعالى :


(سورة الممتحنة)

أيها الإخوة ؛ أثبت بيعةَ صفية للنبي عليه الصلاة و السلام ابنُ سعدٍ فقال : أسلمتْ صفيةُ ، وبايعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، ولما جاءت النسوةُ لمبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ متلفِّفاتٍ بمرُطِهنَّ بين المغرب والعشاء ، فسلَّمن ، و انتسبنَ ، أي عرَّفت كلُّ امرأة بنسبها ، فرحَّب بهن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ما حاجتُكنَّ ؟ فقلن : يا رسول الله جئنا نبايعك على الإسلام ، فإنا قد صدَّقنا بكَ ، وشهدنا أن ما جئت به حق ، فعَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : ((أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ نُبَايِعُهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلَا نَعْصِيكَ فِي مَعْرُوفٍ قَالَ فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ قَالَتْ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا هَلُمَّ نُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ مِثْلُ قَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ)) .

(رواه النسائي)

إني لا أصافح النساء ، هذه الوقاية ، والوقاية خيرٌ من قنطار علاج ، إني لا أصافح النساءَ ، قولي لألف امرأة قولي لامرأة واحدة ، وهذا من صفات المؤمن ، المصافحة ملامسة ، والملامسة لها مضاعفات لا تُحمَد عقباها ، والمؤمن طاهر ، وعفيف ، و المؤمن يسدُّ مسربين للشيطان فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ)) .

(رواه مسلم)

أحيانا أقول لبعض الإخوة : هناك إنسان يُؤخذ بامرأة ، وإنسان يؤخذ بالمال ، و المالُ والنساء نقطتا ضعف في شخصية الإنسان ، فالمؤمن سدَّ هاتين النقطتين ، فهو محصَّن من هاتين النقطتين ، لا يخفض رأسَه ذلاًّ ، ولكن الذي ضعُف أمام المرأة ، ثم اعترف بفعله الفاحشة معها على مستوى العالم كله صار في الوحل ، أليس كذلك ؟ امرأة أذلَّته ، وجعلته في الوحل ، لأنه ضعف أمامها فضعُف فسقط من عين الخلق ، ومن عين أقرب الناس إليه ، والدعاء الشهير ، دعاء النبي سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة و السلام :


(سورة يوسف)

فالإنسان لا يقُل : أنا شخصيتي قويَّة ، وأنا لا أتأثَّر ، أنا إرادتي قوية ، هذا كلام فارغ ، الإنسان كما قال الله عزوجل :


(سورة آل عمران)

واللهُ سبحانه وتعالى وضع في كيان الرجل حبَّ المرأة ، لذلك هناك تنظيمات في الإسلام دقيقة جدا ، هذا الميل منظَّم بقناة نظيفة ، الشهوات سُلَّمٌ نرقى به إلى ربِّ الأرض والسماوات ، إذا سارت في قنواتها النظيفة ، وكلُّ شهوة أودعها الله في الإنسان لها قناة نظيفة تسري خلالها ، وقد قال تعالى :


(سورة القصص)

المعنى المخالف أن الذي يتَّبع هواه وفقَ هدى الله عزوجل فلا شيء عليه ، وفق هدى الله ، في القناة النظيفة التي سمح اللهُ بها ، وهذا معنى قوله تعالى :


(سورة هود)

عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : ((أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ نُبَايِعُهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلَا نَعْصِيكَ فِي مَعْرُوفٍ قَالَ فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ قَالَتْ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا هَلُمَّ نُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ مِثْلُ قَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ)) .

(رواه النسائي)

لذلك هناك نقطة مهمة جدا في الموضوع ، أكثر الآيات التي نهت عن الزنا جاءت على هذه الصيغة :


(سورة الإسراء)

معنى ذلك أنه لا بدَّ أن تدعَ بينك وبين هذه المعصية الكبيرة هامشَ أمان ، وهامش الأمان ألاّ تخلوَ بامرأة ، هامش الأمان ألاّ تملأ عينيك من محاسنها ، وهامش الأمان ألاّ تصحب إنسانا منحرفا ، وهامش الأمان ألاّ تقرأ أدبا إباحيا ، وهامش الأمان ألاّ تتابع عملا فنِّيا مثيرا ، هذه كلها هوامش أمان ، قال تعالى :


(سورة الإسراء)

يبدو أن الزنا يشبه صخرة متمركزةً في قمَّة جبل ، مستقرة في مكانها ، فإذا دفعتها من مكانها قليلا ، الآن دقِّقوا ؛ لن تستقرَّ إلا في قعر الوادي ، حينما تخرق هذا الهامش ؛ هامش الأمان ففي الأعمِّ الأغلب لن تستقرَّ هذه الصخرة التي هي الشهوة إلا في قعر الوادي ، قال تعالى :


(سورة البقرة)

وكنتُ ضربتُ على ذلك مثلا في الكهرباء ، تيار كهربائي ثمانمائة فولت ، لنقلِ الطاقة من مكان إلى مكان ، هذا التيار فيه قوةُ جذب ، فأيّ إنسان يقف أمامه على بعد ستة أمتار يجذبه ، ويصبح فحمة سوداء ، وزير الكهرباء إن أراد أن يحذِّر الناسَ من هذا التيار يكتب لوحةً : " ممنوع مسُّ التيار " أم يكتب : " ممنوع الاقتراب من التيار" ، ممنوع الاقتراب ، لو كتب : ممنوع المس ، لم يكن للإعلان قيمة إطلاقا ، يحترق هذا الذي اقترب " ممنوع الاقتراب " ، يبدو أن هناك معاصي فيها قوّة جذب كبيرة جدا ، من أجل أن تنجو من هذه المعصية يجب أن تبتعد عنها ، و يجب أن تدعَ بينك وبينها هامش أمان ، لذلك الشريف من هو ؟ الذي يهرب من أسباب الخطيئة.

بايع النبيُّ صلى الله عليه وسلم الأنصارَ ، وأخذ عليهم ألاّ يغششن أزواجهن ، و أخذ رسول الله على النساء في بيعتهن ألاّ يشققن جيبا ، ولا يدَّعين ويلا ، ولا يخمشن ، ولا يقُلن هجرا ، هذه المرأة التي تولول ، وتشقُّ جيبها ، وتلطم وجهها ، و تشدُّ شعرها ، وتصرخ بويلها ، هذه ليس مؤمنة ، وهذه التي تغشُّ زوجها ، تكذب عليه ، أيضا أخذ عليهن العهدَ ألاّ يفعلن هذا .

أيها الإخوة ، هناك استنباطات طيِّبة من موقف السيدة صفية رضي الله عنها عمة النبي صلى الله عليه و سلم :

أوَّلا : اشتراكُ المرأة مع الرسول على أساس المساواة التامة في جميع المسؤوليات الدينية التي ينبغي أن ينهض بها المسلم ، والمرأة مكلَّفة أن ترعى زوجها ، وأولادها ، وأن تقيم فرائضها ، وأن ترسِّخ دعائم الإسلام في بيتها ، كما أن الرجل مكلَّف تماما .

وشيء آخر ، كيف كانت بيعةُ النبي صلى الله عليه وسلم للنساء ؟ إنما كانت بالكلام فقط ، من غير ملامسة ، وذلك على خلاف بيعة الرجال ، فدلَّ ذلك أنه لا يجوز ملامسة الرجل بشرة المرأة الأجنبية عنه ، وليس من الضرورة شيوع العرف بمصافحة النساء ، هذا ليس ضرورة ، أي أن شيوع العرف بمصافحة النساء كما يتوهَّم بعضُ الناس لا يجعل هذا الشيءَ مشروعا ، فالعرف ليس له سلطان في تغيير الأحكام الثابتة بالكتاب أو السنة ، معصية شاعت بين الناس لا تقُل : عموم بلوى ، المعصية معصية ، لا يقلِّل من قيمتها أنها شاعت بين الناس ، والإسلام بدأ غريبا ، و سيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء ، ومن علامة الإيمان الصادق أن يشعر المؤمن بغربة في آخر الزمان ، كل من حوله يصافح ، والمرأة تمدُّ يدها لتصافح .

سمعت عن امرأة زارت بلدَنا وزيرة دولة غربية ، فكان في استقبالها كبارُ موظَّفي الوزارة ، أحدُ هؤلاء الموظَّفين لم يصافحها ، سحب يده ، هناك من انزعج منه جدًّا ، ماذا كان لو صافحتها ؟ هكذا سوَّدتَ وجهنا ، كانت تأكلك لو صافحتها ؟‍‍‍! سحب يده ، فعوقِب هذا ، لا تحضر طعامَ الغداء ظهرا ، هذه الزائرة الضيفة الوزيرة سألت : هذا الذي لم يصافحني لِمَ لَم يصافحني ؟ أريد أن أراه ، قيل لها : اعتذر عن المجيء قالت : أنا أريد أن أراه ، فلما التقت به قالت له : لِم لَمْ تصافحني ؟ قال : لأنني مسلم ، وفي ديننا لا يجوز مصافحةُ المرأة الأجنبية ، وأنتِ امرأة أجنبية ، فماذا كان جوابُها ؟ قالت : لو أن المسلمين أمثالك لكنا تحت حكمكم ، دولة عظمى ، لكنا تحت حكمكم ، المسلم يجب أن يعتزَّ بإسلامه ، وأن يعتزَّ بدينه ، وأن يعتزَّ بشرعه ، فقال للذي أنَّبه في الصباح : هل سوَّدتُ وجهك كما ظننت ؟ فإني لا أصافح النساء ، حتى البيعة ، بيعة النساء ليس فيها ملامسة إطلاقا ، كلام ، إذًا لا يجوز ملامسة الرجل بشرة المرأة الأجنبية ، وليس من الضرورة شيوعُ العرف بمصافحة النساء ، كما يتوهَّم بعضُ الناس ، فليس للعرف سلطانٌ في تغيير الأحكام الثابتة بالكتاب والسنة ، إلا إذا كان الحكمُ الشرعي قام على عرف سابق ، والشرع أقرَّه على ذلك ، والعرف مع وجود نص لا قيمة له إطلاقا ، وشيوع المعصية لا يجعلها طاعة ، شيوع المعصية لا يجعلها مباحة ، فالنبيُّ عليه الصلاة و السلام يقول : (إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ) .

(رواه النسائي)

لكن من هذه البيعة دلَّ أنه مباح أن تسمع كلام المرأة الأجنبية إذا كان كلاما جادًّا ، قال تعالى


(سورة الأحزاب)

إذا كان الكلام جادًّا قال تعالى :


(سورة الأحزاب)

إخواننا الكرام ؛ المؤمن عفيف جدًّا ، ألم يقل سيدُنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : ((أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ قَالَ فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَام)).

(رواه أحمد)

- دقِّقوا - (نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ) ، هذه أركان الأخلاق ، صدق ، وأمانة ، وعفاف ، صدق في الأقوال ، وأمانة في الأفعال ، وعفَّة عن النساء ، الصفة الصارخة للمؤمن عفَّته عن النساء ، غضُّ بصره ، ولا يدير حديثا ممتعا مع امرأة لا تحلُّ له ، أكثر الناس إذا كانت هناك امرأة في المجلس يحسِّن كلامه كثيرا ، و يستجمع الطُّرف كي يضحكها ، وكي يتأمَّل ضحكها ، هذا الذي يدير حديثا ليضحك امرأة ، ويستجلب قلبَها خرج عن العفَّة ، قال تعالى :


(سورة الأحزاب)

أيضا الرجل لا ينبغي أن يقول كلاما يلفت نظر المرأة إليه ، هذا لا يجوز ، أما :


(سورة الأحزاب)

المرأة مودَتها لمن ؟ لزوجها ، لأولادها ، ولإخوتها ، وأخواتها ، لأمها ، وأبيها ، المودة ، والكلام اللطيف ، والعبارات الحارَّة الحميمة هذه لمحارمها ، ولا سيما لزوجها في الدرجة الأولى ، أما أن تخضع المرأةُ بالقول لأجنبيّ ، فقد خرجت عن قواعد العفة ، أما أن ينمِّق الرجل حديثَه أمام امرأة ليلفت نظرها إليه فقد خرج عن قواعد العفة ، فضبطُ اللسان أحد أركان الاستقامة ، لا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتى يستقيم قلبُه ، ولا يستقيم قلبُه حتى يستقيم لسانُه .

فقد دلَّت أحاديث البيعة التي ذكرناها على أن كلام الأجنبية يباح سماعُه إذا كان جادًّا ، وأن صوتها ليس بعورة ، وهو مذهب جمهور الفقهاء ، والآية واضحة ، قال تعالى :


(سورة الأحزاب)

وقد كان النبيّ عليه الصلاة والسلام قدوةً لنا ، أنت تحبُّ ألاّ تتميَّز أبدا ، ما يفعله الناسُ تفعله ، طيب أين إسلامُك ؟ أحد الذي يميِّزك عن بقية الناس أنك لا تصافح النساء ، لا تستحِ ، ولا تقل : متوضَّئ ، لماذا متوضئ ؟ لا لست متوضئا ، ((إني لا أصافح النساء)) .

(رواه النسائي)

قل لها : إني لا أصافح النساء ، ودائما أظهِر إسلامك عزيزا ، هناك أشخاصُ يُضطرُّون أن يجلسوا على مائدة فيها مشروب محرَّم ، يقول لك : أنا معي قرحة ، لا قل : أنا لا أشرب هذا ، أنا مسلم ، أظهر دينك ، أعزَّ دين الله يعزَّك اللهُ عزوجل .

أيها الإخوة الكرام ؛ لنا عودة لهذا الموضوع في الدرس إن شاء الله .

و الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمار الشهباني
كبير المشرفين
كبير المشرفين
عمار الشهباني


عدد المساهمات : 665
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 31
الموقع : الكويت

سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام   سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام I_icon_minitimeالسبت يناير 30, 2010 11:51 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ebtaa.ahlamontada.com
ابراهيم نصار
مشرف المنتدى الاسلامي
مشرف المنتدى الاسلامي
ابراهيم نصار


عدد المساهمات : 221
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
الموقع : (الكويت) (الفروانيه )

سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام   سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام I_icon_minitimeالإثنين فبراير 01, 2010 11:54 am

موضوع مميز ويستحق النجوم الله يبارك فيكم ويكثر من امثالكم


مشكور اخ محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة السيدة صفية عمة النبي عليه الصلاة والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته
» سيرة السيدة أم كلثوم 2/ 2 بنت السيدة فاطمة وسيدنا علي وزوجة سيدنا عمر
» سيرة السيدة أم كلثوم 1/ 2 بنت السيدة فاطمة وسيدنا علي وزوجة سيدنا عمر
» سيرة أمهات المؤمنين : السيدة خديجة (3)
» ابرز ملامح النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع بلدة ابطع :: المنتدى الاسلامي :: الحديث الشريف والسنة النبوية-
انتقل الى: